القصصُ القرآنيِّ في المسرحيَّة العربيَّة مسرحية (أهل الكهف) انموذجًا

الملخص

اجتهد الكُتّاب المسرحيون العرب في التقاط موضوعات نصوصهم المسرحية وفاقًا لمرجعياتهم الفكريَّة والفنيَّة والعقائديَّة منذ أن دشَّن الرائد الأوَّل للمسرح العربي الفنان مارون النقاش في سنة ١٨٤٧؛ إذ تباين الكتاب في موضوعاتهم، فقسمٌ منهم ذهب باتجاه التاريخ واتخذ من وقائعه وأعلامه موضوعات لمسرحياتهم، وقسمٌ آخر حاول أن يحاكي المسرحيات الغربية على صعيد الأسلوب والموضوع،  وقسمٌ آخر اتجه صوب الكتب السماويَّة المُقدَّسة رافدًا من قصصها ووقائعها وسيّر شخصياتها.

 والقارئ للمسرح العربي سيلحظ أنَّ العديد من النصوص المسرحيَّة بسطت في أفكارها قصصًا مُستلَّة من كتاب الإنجيل، ونصوص مسرحية أخريات استلهم كتابها قصص القرآن من قبيل ما أقدم عليه الكاتب المسرحي العربي توفيق الحكيم الذي استلَّ من قصص القران موضوعات لمسرحيتين من مسرحياته هما (أهل الكهف) و (سليمان الحكيم)  والكاتب العراقيّ خضر الطائي الذي كتب مسرحية شعرية بعنوان (اصحاب الكهف) .

إنَّ البحث الحالي يقوم على دراسة مسرحية (أهل الكهف) للكاتب توفيق الحكيم، دراسة تقابلية بين متن القصة القرآنية ومتن القصة الدراميَّة، مُستعرضًا الغرض والبنية والمقاربة بين القصتين .

فضلًا عن ذلك، فإنَّ البحث يستعرض المسافة الجماليَّة بين القص القرآني والقص الدراميّ من خلال استعراض عناصر البنية الدراميَّة في المتنين، باسطين المسافة بينهما، مُستعرضين مواطن التلاقي والتباعد بين البنيتين.

ويسهم البحث الحالي في إفادة الباحثين والنقاد والأدباء بما يستعرضه من مفاهيم بنائية ودرامية، زيادة على كشفه الآفاق غير المحدَّدة في المعاني القرآنية وكيفية الإفادة منها في الأدب والدراما. كما يكشف مديات الإفادة المتحقِّقة من التجاور بين النص القرآني والنص الدرامي ، ويفتح آفاقًا لتبني المزيد من الموضوعات القرآنية في المنجز الفكريّ والفنيّ والأدبيّ.